الأدبُ فعل تمنع وتمتعٍ ومقاومة
إلى صديقةٍ جيدة . عزيزتي .. كُـلما أودعتِ حروفَكِ عبقَ الحنين ..كُـلَّما ازدادت نواصي الكلام ِ اخضراراً .. شكري إليكِ يتجددُ معَ كلِّ رسالةٍ أتلقاها ، أو كلمةٍ أقرؤها منكِ . وتصحيحاً لفكرتكِ عن دور الأدب في خلقِ ردةِ الفعل ، أو في خلقِ التفاعل .. أقول : الأدبُ يا سيدتي هوَ فعلُ تمنعٍ ومقاومة ، لا فعلُ تمتعٍ فقط . والأممُ غالباً تنهضُ بنهضةِ أدبائها أولاً ، وليس علمائها . لأن الحياةَ العلميةَ الخالصة ، هيَ حياةٌ مملةٌ مزهقةٌ لروحِ الإبداع . ألم تقرأي لألبرت أينشتاين وهوَ يحكي عن اكتشافه للنسبية ، قال : " لم أكتشف النسبيةَ وأنا في معملي ، أو بين المعادلاتِ والأرقام ، بل اكتشفتها وأنا مستلقٍ على تلةٍ خضراءَ ، وسافرتُ بفكري معَ شعاعٍ شمسي ، وكنتُ أرفضُ أن أعود . وسرحتُ بخاطري معَ خضرةِ الحقولِ ، ومرجِ الأرضِ.. وكنتُ أدعُ نفسي تتعجبُ وتنبهرُ بالجمال " . فالأدبُ ضرورةٌ وليسَ خياراً .. ليسَ مِمَّا يُمكننا الاستغناءُ عنه بسواه .. فلا يُمكنُ أن ندع الأدب ونكتفي بالفسلفةِ مثلاً ، زاعمينَ أن الفسلفةَ أجدى ، وأكثر منطقية . فما سنفتقده هنا هوَ جدوى الفلسفةِ في إمتاعنا ، وأيضاً تحريضنا عل
تعليقات