إهداء


هل ثمةَ شئٌ ينوي أن يعود ؟

هل ثمةَ صوتٌ ينوي أن يقول ..؟

لأن فلسطينَ تتحول من وطنٍ إلى شعارٍ ليس للتطبيق ؛ بل للتعليق على الأحداث .. !

حزبنا الذي لم يُوجَدْ بَعد ، مكللاً بصوتِ الشاعرِ الفلسطيني محمود درويش ، ممزوجاً بسربياتِ سميحِ القاسمِ ، يُهدي الفلسطينينَ سلاماً ..

إليهم ونحنُ صدىً لهم ، أو هم صدانا . إليهم وهم الشعراءُ ونحنُ المندهشون .

إلى هؤلاءِ فقط : القابضينَ على الجمرةِ الأخيرة ، والحجرِ الأخير .. سلاماً لكم وعليكم ..

إلى الذين يرفعون _ وحدهم _ أنقاضاً من الفكرةِ اليتيمة ، والهمِّ اليتيم . ويتحولُ ظلهمُ المحروقُ إلى رمادِ عنقاءَ يبنونَ منه مغارةً لحريةٍ تولدُ من جديد .. لكم ولنا الله ، والموتُ الجميل .

إلى المحترقينَ ببقايا الخيبةِ الأخيرة .. والمنسلخين من حقب الزمن القديم .. إلى حُماةِ الإسراء الأول ..

يا فخرنا في الزمنِ الردئ ..

لتنبت أسماؤكم حِقباً وريحاناً على سهلٍ يمتدُّ من خطاكم .. سهلٌ لتهتدي حبةُ القمح إلى ترابها المسروق .. ليهتدي عالمُ الآثارِ إلى تاريخٍ قديم أنتم فيه .

أيها المشرقونَ فينا أقماراً ، يعجنها دمٌ سخيُّ البذلِ ، ينادي حراس القلعةِ الهاربين إلى صفوف الأعداء . ينادي المتخلينَ عن الحضورِ الشريف . ينادي المهرولينَ مهربي الزيفِ إلى الوعي .

نحنُ ننادي معكم . نحنُ إخوتكم . نحنُ صداكم في الأبعاد .

وحدكم .. ونحنُ !

من آثارِ خطاكم .. الخطى التي لا تخطو إلا للأعلى ..

سنلمُّ الجزرَ المتطايرةَ المتنافرةَ ، كما يلمُّ الشاعرُ البرقَ المتناثرَ من حوافرِ خيلٍ على صُـوّان ، ومن خيمةٍ هي ما يسيلُ من ريش الصقور المعدنية ، وما يتساقط من فارغات المدافعِ الثرثارة ..

وحدكم ..ونحنُ !

سندلُّ البلادَ على حدود أسمائها وأرضها ، ندلُّ البلادَ على طريقِ كرامتها ، وندلُّ التاريخَ عليكم ..

وحدكمْ .. ونحنُ ، سنؤرخُ لنا ولكم . فلنحمي حدَّ النشيد ، ولنصقل حدَّ العزم . البحرُ يسكنُنا جميعاً ، غيرَ أنه من ورائكم ومن أمامكم ، وعن يمينكم وعن يساركم ، ولا يابسةَ إلا هذه الحجرُ في هذه اليد ، هي الأرضُ . هي العرضُ . هي الوطنُ . هي البذلُ . هي المشروعُ الختاميُّ لمباحثاتِ السلام . هي النتيجةُ الحتميةُ لخارطةِ الطريق .

وحدكم .. ونحنُ !

نحمي سلالةَ هذا الساحل ، نحفظُ المعاني القديمةَ من الإندثار ، نؤمُّنُ للغةِ ميراثاً من المعاني الجديدة ،

وأنتم ..

لتتقدسْ أيديكم يا أيها القابضون على الحجر الأخير ، والجمرةِ الأخيرة ..

أنتم .. ومعانيكم .. يا أملنا الأخيرُ في الموت ؛ ذلكَ الذي يوّلدُ الحياة ... !

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

افتتاحُ الهاوية

الأدبُ فعل تمنع وتمتعٍ ومقاومة

الـحــزن