كاظمٌ في نزارياتِهِ .. من يُضفي الجمالَ على الآخر ..؟




علينا أن نعترفَ - ولو رداً لبعضِ الجميلِ - أن من أروعِ ما قد نسمعه دوماً ، قصيدةً لنزار قباني بصوتِ كاظم الساهر وألحانه . ذلك الفنانُ الأطولُ قامةً ، والأعلى مقاماً ، بينَ قاماتِ الغناءِ العربي في العصرِ الحديث ، والشجرةُ المثمرةُ لأذواقنا رُقِيَّاً وفناً حتى في زمنِ الابتذال الفني

الوحيدُ الذي لم يهبط إلى القاع في نظري ، والذي لم يغب عن المشهدِ تأففاً ، أو اعتراضاً ، ولا هوَ بالذي سايرَ وانحنى ورضخَ للتيار .. بل عَمِلَ وناضلَ من أجلِ سلامةِ أذواقنا ، من أجلِ الارتقاءِ بالفنِّ وبِنا ، واعتنقَ الجمالَ مبدأً ، والغناءَ مذهباً إذ ضلَّ غيرهُ وتاه ، وهوَ الجديرُ القادرُ المستحقُّ لما ينالهُ ، ولما يفعله . ففعلُ كلّ إنسانٍ هو ما يضعُ له مكانتهُ الأجدر بها والأحق . إنه لا يحبُّ أن يتحدث كثيراً ، بل يدعُ فَنَّهُ وأفعالَهُ يتحدثانِ عنه ، وهذا أبلغُ وأحسن .

كاظم .. ذلك المحبوبُ الرصينُ ، الذي معَ ذلكَ لا يخلو من جنونِ الفنانِ وتألقه . ونزار ..ذلك الشاعرُ البوهيمي الذي لم نعرفه حقَّ المعرفةِ بعد . ولن أخوض في التعريفِ بنزارٍ كما أراهُ على حسابِ كاظمٍ وعلاقتهِ به ، فما كتبتُ إلا لهما مجتمعين .

إلى أينَ ينتمي كاظم ؟

إنه عراقيُّ المولدِ والمنشأ ، ففي مدينةِ الموصلِ التاريخيةِ ، وفي الثاني عشر من أيلول سبتمبر، عام 1961 وُلدَ كاظم الساهر . تربى في كنفِ أسرةٍ تتألفُ من أبٍ وأمٍ ، و سبعةِ إخوةٍ وأختينِ ، يقطنون بيتاً صغيراً ، وما لبثوا أن انتقلوا إلى بغداد تماشياً معَ عملِ أبيه .

هذا ما نطلقُ عليهِ المعلومات الشخصية ، أو الهوية الشخصية ، وأنا أرجحُ أن كاظمَ الفنان لا يُفضلُ أن تكون سيرته سرديةً على نحوِ ما يُذكرُ من هذه المعلومات . إنَّ فناناً بهذهِ المكانة الفنية ، والمبادئ الإنسانية في الغناء ، يكون تشريفه في نقدهِ نقداً فنياً ، وليس التأريخُ له تأريخاً سردياً . معَ أهميةِ هذا الأخيرِ في بعضِ الأحيان ، لكنهُ متوفرٌ على أيةِ حال .. ولن أضيفَ جديداً إن سردتُ ما في بطونِ المجلاتِ والكتبِ عن حياةِ كاظمَ ونشأته . إذن فلنتحدث عن كاظمِ الفنان ..

" وطني قصيدتي الجديدة / وطني أغنيتي الجديدة ..

في هذهِ الجملةِ أرى انتماءَ كاظم ، وانتماءَ نزار ..هذا ينتمي إلى قصيدته ، وهذا إلى أغنيته .. لكأنه ينتمي إلى أغنيتهِ من شدةِ تلبسهِ بما يُغني ، واقتناعهِ به . إنهُ هوَ أغنيتُه . وذاتهُ وكيانهُ لا يفترقانِ عما يغنيهِ ، إذ كان ما يغني نابعٌ من دواخلهِ . فأغانيهِ تُقدِّمهُ إلينا قبلَ أن يُقدِّمَهَا لنا . إنها تخبرنا بكلِّ وضوح : من هوَ كاظم المبدعُ ، وتدُلُّنا على الإنسانِ فيه . وكما لا يجوزُ لنا أن نقرأ نزار بعيداً عن قصائدهِ ، لا يجوزُ لنا أن نقرأ كاظم ونكتبَ عنه ، بعيداً عن أغانيهِ . إنها عالمهُ الذي تنبثقُ منه عوالِمُه الأخرى . وهذا سِرُّ نجاحهِ تقريباً .. فما يَصدُقُ إلا من يعتنقُ مبدأً ، ويؤمنُ بما يفعل .

وهو من وجهٍ آخر .. وطنيٌ جداً ..ولكن أنَّى له وطنٌ يقدره وهوَ الذي نُفيَ وأُخرجَ من وطنهِ في زمنِ الأشرار . وأمامَ هذا النفي الوطني ، ما كان له خيارٌ إلا أن يتخذَ أغنيتهُ وطناً له . ومن المحمودِ أنه فعل .. فنحنُ مَنْ جنى الثمرةَ على أيةِ حال .

الانتماءُ في حياةِ الفنان ضروريٌ للغاية ، وإن كان ليس بالأهميةِ نفسها في حياةِ المثقف ، أو حياةِ الإنسانِ العادي . إن انتماء الفنان هو ما يحددُ قيمةَ ما يقدمه ، وتأثيره أيضاً .

فالانتماءُ الذي يمثلُ الإيمانَ والمبدأ ، غير الانتماء الذي يمثلُ الشهوةَ والطمع ، شهوةُ المالِ أو حبُّ الشهرةِ . وشهرةُ الفنانِ المؤمنِ بقضيةٍ ومبدأ ، هيَ شهرةٌ إيجابية ؛ تبني وتفيدُ لأن ثمةَ إيمانٌ ووجهةُ نظرٍ فيما يطرح ، أما الشهرةُ التي تُبنى على الصخبِ الفارغِ ، والرتمِ الأجوفِ ، فصاحبها لا يملكُ قِيماً حقيقةً ليقدمها ، لا يملكُ إيماناً ليعتنقه الآخرون ، لا يملكُ مبدأً ..لا يملكُ وعياً بما يفعل ..يريدُ أن يتسلقَ السلمَ ولو إلى القاع ..يريدُ أن يصعدَ إلى الحضيض .. فهذا هراءٌ وسُخفٌ سرعانَ ما يدركُ المتلقي حقيقته ، وإن أُخذَ ببريقهِ الصاخبِ ذاتَ طيش .

كاظمُ إنسانٌ بسيطٌ في حياتهِ ، غيرَ متكلفٍ .. يُطلُّ علينا من خلالِ أغانيهِ المصورةِ كأرقى ما يكونُ الفنان .. هندامٌ أنيق .. وجهٌ عربيٌ خالص ، يأتلقُ فيهِ الفرحُ حيناً .. وتثقلهُ الآهاتُ أحياناً أخرى كثيرة .. تتشكلُ ملامحهُ غالباً حسبَ مزاجِ الأغنيةِ وكلماتها ، لديهِ استعدادٌ كبيرٌ للفرحِ .. واستعدادٌ أكبر للشجن .. ويُبدعُ أيما إبداعٍ عندما يُقررُ التواطؤ الجميلَ على مغازلةِ الأنثى .. عندها يدعُ فرشةَ رملِ البحرِ ترسمُ الاحتفاءَ المناسب .

طالَ سَفَرُهُ ، فمضى لحالهِ كعابرِ سبيلٍ أشجاهُ صوتُ القطارِ ، وسكنتهُ الغربةُ فظلَّ صامتاً .. عبرَ شطَّ كلِّ الأشياءِ ليتحولَ إلى شخصٍ ثاني .. كتمَ ضحكته في عيونِهِ كي لا يقعَ من أعلى الفرحِ .. فالفرحُ عندما يخونُ يكونُ قاسياً .. قرَّرَ وبجنونِ عاشقٍ أن يُكملَ الطريقَ حتى النهايةَ .. إذ لا منطقةَ وسطى بينَ الجنةِ والنار .. خاضَ كلَّ شئٍ .. تَحدَّى وأعلنَ التحديات .. أحبَّ وأعلنَ الحبَّ .. طلبَ الاستزادةَ منَ العشقِ .. فأصبحَ أشهرَ تلميذٍ في مدرسةِ الحبِّ ..وغنَّى مدرسةَ الحبِّ بطعمِ نزار .. كانَ لحبهِ طعمُ الحزنِ الإنساني .. والنزقُ العشقي .. ومذاقُ الهزيمةِ أمامَ أحلامٍ كبيرةٍ لن تتحقق .. تماماً كما بنتُ السلطانِ لن تأتي .

نُفيَ خارجَ الوطنِ فثارَ على الجمود .. واستقالَ من الانتماءاتِ الكاذبةِ .. ومضى بدمعِ العينِ ..لينطلقَ في رحلةٍ يغزو الشموسَ مراكباً وخيولا .. كانت رحلته تلكَ برفقةِ نزارٍ أيضاً ، وكانَ الفيديو كليب كأنصعِ ما يكونُ البياض . عرائسُ في فساتينِ الأفراح ، وهوَ يُغني للعشقِ الخالد .عادَ وفي صوتهِ بُحةُ التعبِ ، وإرهاقُ البياضِ .. كانت قصيدةُ : تعبتُ من البحرِ ، بنكهةِ الدكتور مانع . نفضَ معاهداته معَ البحرِ .. ورفضَ الانصياعَ لمزاجِ البحرِ المعقد العميق .. لجأ فقط إلى صدرها الحنون ..حاولَ أن يحتمي بشعرها من سطوةِ الأمطارِ .. فلم يجدِ انسدالَ الضفائرِ كي يتمَسَّك ..صَرخَ في فضاءاتِ أيامهِ .. صاحَ بوجعِ الخيانةِ : ألا تبَّت يداكِ ..

ليغني لها المستبدةَ ، والحب المستحيل ، ولمَّا فاضَ بهِ الأمرُ .. وألجأته الظروفُ إلى التراجعِ حتى أقصى استسلام . علمَ أن كلَّ حربٍ تستنزفُ من ضميرِ الحبِّ الإنساني .. وأنه أصبحَ رجلاً بلا قدرٍ في الغالب ، لذلكَ يطلبُ منها أن تكونَ قدره .

كانت لفتاتُ المخرجِ المبدعِ حسين دعيبس في الفيديو كليب الحزين كثيرة ومُعبرة ، بلونِ الأبيضِ والأسودِ كانَ يحكي لنا قصةَ حبِّ تحتَ أزيزِ الرصاصِ و القصفِ . كانَ المشهدُ يُخبرنا بعكسِ ما انتقده البعضُ على الكليب من أنه استغلالٌ لأحداثِ الحربِ الدامية في العراق بغير وعي ، وأنه ارتكازٌ غيرُ مسؤول . أما أنا فأعتقدُ أنه لا يلذُّ العشقُ ويحلو إلا تحتَ القصف . بسريالية العجزِ ، ونزقِ الحزنِ المتمكنِ من ناصيةِ الوقت . قطعَ حنظلةُ يومَ ذي قار أحزمةَ العيرِ لكي لا تفرَّ النساءُ فتنهارُ رجولةُ الرجالِ في الميدان ، لأن الحربَ تحتاجُ إلى الحبِّ الذي يُعتبرُ أقوى دافعٍ ومحفزٍ على القتال . وليم والاس ، المناضل الاسكتلندي الذي حررَ اسكتلندا من الاحتلالِ الإنجليزي انتقاماً لزوجته التي أحبها وتزوجها سراً ، كل هذه أمثلة على أن كلا الأمرينِ متعلق بالآخر . الحربُ والحب . وازدهارُ الحبِّ في وقتِ الحربِ يُعطينا انطباعاً بأننا لم نفقد بعدُ إنسانيتا رغمَ مشاهدِ التوحشِ والفظاعةِ التي تحدث بكثرةٍ في أزمنةِ الحرب .

عندما بدأ المشهدُ بأصواتٍ متداخلةٍ من قنواتٍ إخباريةٍ بلغاتٍ مختلفة ، معَ صوتِ بكاءٍ ، وأصواتِ انفجاراتٍ أعلنت بدأَ غارةِ القصفِ الجديد ، كانَ كاظمُ يستعدُّ للقاءِ حبيبته حنان تُرك . لكن يمنعهما القصف . وهنا الحبكة الدرامية للفيديو كليب التي يود المخرجُ أن يلفتَ انتباهنا إليها . فطوالَ المشهد كان كاظم الساهر يرعى مشاهد الحب في خيالهِ فقط ، ولم يلتقِ بحنان ترك لأن القصفَ منعهما من اللقاء على الرغمِ من استعدادهما لذلك ، وتأنقِ كلِّ واحدٍ منهما للقاءِ الموعود . هربَ كلُّ واحدٍ منهما للذكريات بدلاً من الانصياع لخيبةِ الواقعِ المُر ، وتمثلَ هذا الهروبُ في تلكَ الورودُ التي نثرها كاظمُ على حنان ، وأداؤها لرقصةٍ تعبيريةٍ حالمة والتي تخيلها كاظمُ جيداً . إنها أجواء الحربِ في بلادِ الرافدينِ جسَّدها المخرجُ في أجواءِ فيديو كليبٍ لا يزيد عن ثمان دقائق ، عبرَ قصةِ حزنٍ تتكررُ يومياً في بلادِ الحزنِ الأبدي ؛ العراق . هذا العملُ الإبداعي الضخم الذي جمعَ بينه وبينَ المخرجِ حسين دعيبس ، والفاتنة حنان تُرك ، هو ما جعلني أكتبُ عن كاظمَ هذا المساء ، لأني أعتبرُ هذا العمل الجميل من أجملِ ما قدمه أبو وسام في تاريخهِ الفني المُصور ..

وعلى عكسِ اعتراضاتي السابقة ، فقد أتى اقتطاع كاظم من قصيدة نزار ، والتي هيَ بعنوان : القصيدة المتوحشة ، أتى هذا الاقتطاع مفيداً للحنِ ، ومنساباً جداً معَ تكاملية الشعور الساهري بالأغنيةِ واللحن ، لأن القصيدةَ على أيةِ حالٍ تحملُ مضامينَ وكلماتٍ قد يختلفُ عليها الكثير ، فنزارُ يقولُ في هذه القصيدة ، مما لم يلحنه كاظم ويدرجه في الأغنية :

" أحبيني بلا عُقدِ

وضِيعي في خُطوطِ يدي

أحبيني لأسبوعٍ ، لأيامٍ ، لساعاتِ

فلستُ أنا الذي يهتمُّ بالأبدِ "

" أنا تشرين...

شهرُ الريحِ ، والأمطارِ والبردِ...

أنا تشرينُ فانسحقي

كصاعقةٍ علي جسدي...

أحبيني..بكلِّ توحشِ التترِ..."

" ولا تتحضري أبداً

فقد سقطت علي شفتيكِ كل حضارةِ الحضر...

أحبيني...كزلزال.. كموتٍ غير ِمنتظرِ...

وخلي نهدكِ المعجونَ بالكبريتِ والشررِ

يهاجمني ..كذئبٍ جائعٍ خطرِ...

أنا رجلٌ بلا قدرٍ

فكوني أنتِ لي قَدري "

" أحبيني.. بعيداً عن مدينتنا ...

التي مِن يومِ أن كَانت...

إليها الحبُّ لاَ يأتِي...

إليهَا الله لا يأتي... "

فمما لا شكَّ فيهِ ، أن مضامينَ ومعاني مثلَ تلكَ المعاني التجاوزية التي عُرفَ بها نزار ، ستثيرُ احتجاجاً واختلافاً كبيراً على مستوىً فكري وديني ، لأن جمهورَ كاظم ليسَ من الطبقةِ المتفهمةِ لجنونِ نزار فحسب ، بل إن جمهوره يمتدُّ ليشملَ الفئات العامة من الناس والمعجبين ، والمتذوقين .

لذا فحمداً لذوقِ أبي وسام ، لأنني لاحظتُ أن من أسرارِ نجاحهِ معَ نزار ، هوَ دقةُ اختيارهِ للمقاطعِ التي سيلحنها ويغنيها ، وكما سمعتُ الفنان العملاق أحمد زكي رحمه الله في لقاءٍ له يتحدثُ عن اختيارهِ للفصلِ التاريخي الذي مَثَّلَه عن حياةِ الزعيمينِ جمال وأنور ، فإنه قال : الفنُّ هوَ الاختيارُ قبلَ كلِّ شئ .

وإجابةً على سؤالِ العنوان " كاظمٌ في نزارياته ، من يُضفي الجمالَ على الآخر ؟ " فإنني أقول : الإبداعُ الفني الغنائي كما السينمائي، هوَ عملٌ مشترك . يقومُ نجاحه على أكثرِ من ركيزة ، وعلى إبداعِ جميعِ الأطراف . لكن بالتأكيدِ أن الكلمات كما السيناريو ، هي التي تُعطي الأغنيةَ الطابع الأدبي الخاص بها ، وكذلكَ البُعدَ الفلسفي أو البعدَ العميقَ للمعنى التأملي . وكاظمُ عندما يُغني لنزار ، فإن روحَ نزار الأدبية نحسها مباشرةً معَ الكلمات ، مثلما نُحسُّ روحَ كاظم في الألحانِ والأداء الساحر .

وإذا تأملتَ حقيقةً وجدتَ ظلالَ الإبداعِ في كلِّ من يشدو كاظمُ بقصائدهم ، فمن صديقِ عمرهِ كريم العراقي ، إلى عزيزِ الرسامِ ، ثم التألقُ مع نزار ، مروراً بالدكتور مانع سعد العتيبة ، خصوصاً في قصيدةٍ : مستقيلٌ وبدمعِ العينِ أمضي . والتي أبدعَ فيها كاظمُ أيما إبداع . ثم حسن المرواني ، وعبد الوهاب محمد ، وأسعد الغريري ، وطلال الرشيد ، ثم أحمد شوقي ، وفاروق جويدة ..وغيرهم .. توليفةٌ من كوكبةِ شعراءَ مبدعينَ .. لكنني أرى أن أبا وسام يقدرُ على أكثر من هذا التنوع في مسيرتهِ الفنية ، وهوَ قادرٌ على التعايشِ مع كلِّ إحساسٍ صادقٍ لقلمٍ مبدع .. وقد كنتُ افتقدتُ ذاتَ تأملٍ اسمَ الشاعرِ الفلسطيني المبدع ، محمود درويش ، من بينِ قائمةِ من غَنـَّى لهم كاظم ، ففاتني حينها أن أكتب عن ذلك .. وأنا أستدركه الآن ، وأوجه الدعوةَ لكلا المبدعينِ ، الشاعرُ والفنان ، وأخصُّ بالدعوةِ أبا وسام ، فلا مزيدَ على أن يشدو كاظمُ بمقطوعةٍ لمحمود درويش ، حتى يكون قد انتقلَ نقلةً نوعيةً في مسيرتهِ الفنية ، فقراءةُ درويش في حدِّ ذاتها فعلُ إبداع .. فما بالنا بالغناء له .

وآملُ في القريبِ العاجلِ أن نسمعَ قصيدةً لمحمود درويش ، بصوتِ أبي وسام ، فما ببعيدٍ على من استقامَ لهُ لحنُ قصيدةِ ( إني خيرتكِ فاختاري ) وهو ابن تسعةَ عشرَ ربيعاً ، أن يبتدعَ لحناً لرائعةٍ من روائعِ درويش وهوَ في أبهةِ مجدهِ واقتدارهِ الفني . وما غناءُ قصائدِ محمود درويش بغريب ، فقد غنت له ماجدة الرومي ، وغنى له مارسيل خليفة ، وخالد الهبر ، وعلي الحجار ...وغيرهم ..

تعليقات

‏قال غير معرف…
Thank you!
[url=http://qkkwptgf.com/iucr/wpwx.html]My homepage[/url] | [url=http://ojubrhgy.com/klfs/ietg.html]Cool site[/url]
‏قال غير معرف…
Great work!
http://qkkwptgf.com/iucr/wpwx.html | http://hjpeubfh.com/mmzu/lnyc.html

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

افتتاحُ الهاوية

الأدبُ فعل تمنع وتمتعٍ ومقاومة

الـحــزن